![]() |
قداسة البابا تواضروس الثاني |
ترأس مساء اليوم قداسة البابا تواضروس، الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة العشية بكنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف البار بسموحة بالإسكندرية. وذلك تزامنا مع النهضة الروحية المقامه بالكنيسة بمناسبة صوم السيدة العذراء وشارك قداسة البابا في الصلاة الأنبا انجيلوس، أسقف عام للكنيسة القبطية الارثوذكسية فى استيفنج بانجلترا، والأنبا بافلي ، أسقف عام قطاع المنتزة واسقف الشباب بالإسكندرية، والقمص رويس مرقس، وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، والقس أبرام أميل، سكرتير مجمع الكاهنة، والقس أمونيوس عادل والقس أنجيلوس، سكرتارية قداسة البابا، والأباء الكاهنة بالكنيسة والقى قداسه البابا عظته الأسبوعية تحت عنوان أمنا العذراء تحب البشر.
في البداية قام الأباء الكاهنه بالترحيب بزيارة قداسة البابا للكنيسة واختياره لها لألقاء عظته الأسبوعية تزامنا مع مرور ستون عاما علي أنشاءها والتجديدات الداخلية التي شهدتها الكنيسة من رسومات لأيقونات ورسم للقباب بالكنيسة وقد أبدي قداسة البابا اعجبه بالكنيسة وبالتجديدات الموجودة بها معلقا يجب أن تكون الكنيسة جميلة مبهجة للنظر لأن الكنيسة هي اشتياقنا إلى السماء وهي التي تقودنا الي السماء.
واستهل قداسة البابا العظه بقراءة الأصحاح الأول من أنجيل معلمنا لوقا البشير عدد 39 الذي يعد تسبحة للسيدة العذراء.
وقام قداسة البابا بتهنئة الشعب القبطي بمناسبة صوم السيدة العذراء وقال أن صوم السيدة العذراء هو صوم محبوب في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية يعشقه الشعب القبطي المسيحي المصري وهو يمثل ختام لأصوام الكنيسة المقدسة فأول الأصوام في كنيستنا صوم الميلاد وهو يمثل الأستعداد لأنه يأتي أخر العام ونرجع فيه حسابتنا الروحية ثم يأتي صوم الكبير وهو صوم التوبة لأنه ينتهي بأسبوع الآلام ألآم السيد المسيح ثم يأتي صوم الرسل وهو صوم للخدمة ومن أجل الخدمة بالكنيسة ثم ختام الأصوام هو صوم السيدة العذراء صوم من أجل الذين كرسوا انفسهم وحياتهم لخدمة المسيح والكنيسة أبائنا وأخواتنا ليس التكريس فقط بمعنه ولكن المقصود به القلب المكرس القلب الذي يعيش لله.
وتحث قداسة البابا عن فضائل السيدة العذراء وقال الحديث عن السيدة العذراء لا ينتهي أبدا العذراء الجميلة لها مكانتها العظيمة في قلوبنا جمعيا وفي التاريخ المصري بصفه عامة فالعذراء فاقت الأبرار و القديسين و الملائكة فيهي فخر جنسنا الجنس البشري وذكر في سفر الأمثال 31 : 10 في العهد القديم لسليمان الحكيم ايه وهي (امرأة فاضلة من يجدها ثمنها يفوق اللآلي) والمقصود بها هنا السيدة العذراء فهي شخصية فريدة جدا فعندما نتكلم عن صفات السيد المسيح أنه محب البشر محب لكل انسان حتي الذين سقطوا في أي ضعف فمحبة الله للبشر محبة نهائية هكذا احب اللله العالم محبة الله لكل البشر حتي الذين يصنعون الشر الله يحبهم وينتظر توبتهم وعودتهم أيضا أمنا العذراء نجد فيها هذه الصفة الجميلة وهي محبة البشر واذا كانت السقطة الأولي في تاريخ البشرية هي أدام وحواء والخطية فجاءت لنا حواء الجديدة وهي السيدة العذراء التي تحب البشر تحب الإنسان.
وقال قداسة البابا أمنا العذراء لديها محبه للمصريين بصفه خاصة تحب كل الناس عندها مساحة كبيرة في قلبها لنا ولمصر وذكر قداسة البابا ثلاثة مشاهد من التاريخ تدل علي محبة السيدة العذراء لمصر الأولي في القرن الأولي الميلادي والثانية في القرن العاشر الميلادي والثالث في القرن العشرين.
في القرن الميلادي الأول عندما ولد السيد المسيح وكان هيرودس الملك يخشي علي ملكه وأمر بقتل الأطفال وهنا هربت العائلة المقدسة السيدة العذراء بالطفل يسوع مع يوسف النجار الي مصر وهذا كان امتياز كبير لنا كلنا في مصر فخطة الله لأختيار العائلة المقدسة لمصر ومكثت العائلة المقدسة بها ثلاثة سنوات ونصف لم تكن الطروق ممهدة وتجولت السيدة العذراء والطفل يسوع ويوسف النجار في أكثر من ثلاثون موضع في مصر واستقبلها أهل مصر وكانت الديانة وقت ذلك الوثنية ومن المعجزات المشهورة عندما كانت السيدة العذراء تدخل مكان كانت الأوثان تتساقط فيه ثلاثة سنوات ونصف باركت العائلة المقدسة فيها أرض مصر باركت مياة نهر النيل شربت من مياها وأكلت من أرضها وتنفست هواء أرضها لذلك فمصر أراضيها جميعا مقدسة مثل أرض فلسطين التي ولد وصلب بها السيد المسيح ولذلك فمصر لها مكانة كبيرة لدي السيدة العذراء فلدنيا أماكن تضهي أماكن كثيرة علي مستوي العالم فمثلا ذهبت السيدة العذراء الي منطقة اسمها سخا وهي بكفر الشيخ حاليا والتاريخ يذكر أن السيد المسيح وهو طفل صغير طبعت قدمه علي حجر بهذه المدنية وسميت سخا وكلمة سخا المقصود بها كعب السيد المسيح.
أيضا مرت العائلة المقدسة بالعديد والعديد من الأماكن بمصر التي أصبحت مقدسة مثل مصر القديمة وجبل الطير بأسيوط و دير السيدة العذراء بالمحرق والمذبح الذي دشنه السيد المسيح بحضوره فيه كل هذه الأماكن لا تضرعنا فيها دولة في العالم كله.
وفي القرن العاشر الميلادي كان يحكم مصر والي في زمان البابا ابرام أبن زرعه وهنا عاشت الكنيسة تجربة شديدة حيث ذهب شخص يهودي الي الوالي ليحاول الوقيعه بينه وبين الكنيسة فقال له توجد ايه في الأنجيل لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ. فكيف يحدث ذلك وهنا استدعى الوالي البطريرك وطلب منه نقل جبل المقطم في ذات الوقت ودخلت الكنيسة في تجربة شديدة ورفعوا الصلوات ليتمجد اسم الله وهنا ارشدت السيدة العذراء في محبتها الفائقة البطريرك إلى من يساعده في هذا وهو سمعان الخراز الراجل البسيط العظيم في ايمانه. وبالفعل تجمع الشعب والبطريرك وسمعان الخراز في صلوات لمدة ثلاثة أيام متصلة حتى انتقل الجبل وتحقق كلام الكتاب المقدس وهذه المعجزة سجلها العديد من المؤرخين مثل المقريزي في كتابته والكنيسة المصرية فضلت تسجيل هذه المعجزة عن طريق صوم الكنيسة وبالفعل قامت الكنيسة بإضافة ثلاثة أيام الي صوم الميلاد وأصبح ثلاثة وأربعون يوما وذلك تجليدا لهذه المعجزة.
والمشهد الأخير في القرن العشرين منذ حوالي 48 عاما اي في عام 1968 ميلادية ظهرت السيدة العذراء وتجلت في ظهورها في ذلك العام بعد مرور مصر بفترة عصيبة جدا في تاريخها وهي نكسة 1967 وكانت مصر تمر بأجواء حزن وانكسار وبعد مرور 10 شهور من النكسة بدء تجلي السيدة العذراء مريم في كيستها بالزيتون والجميع شهد هذا التجلي مسلمون واقباط مصريين واجانب وصار حدث عالمي تحدث عنه الجميع داخل مصر وخارجها والصحف المصرية والعالمية ونشرت بالجرائد القومية ونشرت جريدة الهران بصفحتها الأولي ظهور السيدة العذراء مريم. وقال أثيت القسم الفني بالجريدة أنه لايوجد تلاعب بصورة قبه الكنيسة وظهور السيدة العذراء عليها وكان هذا الظهور هو رسالة فرح وسلام الي الشعب المصري ولمصر فرحة للمصريين بعد النكسة في ظهور استمر لساعات وبعدها جاءت رفات القديس مارمرقس الي مصر وتم افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس وكان ظهور السيدة العذراء بالزيتون ظهور عظيم لا يضهي اي ظهور للسيدة العذراء في العالم واختتم قداسة البابا نفرح بصوم السيدة العذراء ونفرح دائما بشفعتها هي أمامنا الحنون تعطينا الطمأنينة والسلام الداخلي.
أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن الشعب القبطي يعشق صوم العذراء.
وأضاف أن صوم العذراء هو خاتم الأصوام الكبيرة، والتي تبدأ بصوم الميلاد ثم الصوم الكبير ثم الرسل ثم العذراء.
وأشار "تواضروس" في عظته التي جاءت تحت عنوان: "أمنا العذراء تحب البشر"، إلى أن العذراء مريم كنز من الفضائل و"حينما نتحدث عنها لا ينتهى الحديث من عذوبته، وهى لها مكانة في قلوبنا جميعًا وفى التاريخ المصرى وأنها فاقت الأبرار والقديسين والملائكة وأنها فخر جنسنا البشرى للرجال والنساء والكبار والصغار وهى تحب البشر ويكفى أن ثلت الكنائس في مصر والعالم تحمل اسم العذراء".
وأكد تواضروس، أن أرض مصر مقدسة فشربت العذراء من نهر النيل وأكلت من ثمار الأرض لذلك أرض مصر طاهرة ومباركة ولا يضاهيها أي دولة في العالم قائلًا: "أرض مصر تحبها وهى تحب مصر".
وأوضح "تواضروس"، أن العذراء والعائلة المقدسة اختارت مصر لتكون أرض الملاذ والهروب من شر "هيردوس" وظلت تنتقل إلى أكثر من 30 موقعًا في مصر وكلما زارت مدينة سقطت أوثانها، مشيرًا إلى أن مصر مباركة مثل فلسطين.
وأكد محبة العذراء لمصر بظهورها بكنيسة العذراء في الستينيات في العصر الحديث لإدخال الفرحة على قلوب المصريين بعد نكسة 67 التي كانت مصدر حزن للمصريين.
وتعد تلك الزيارة الأولى للبابا تواضروس للكنيسة منذ تقلده منصب البطريركية بمناسبة العيد الستين لإنشاء الكنيسة.
جاء ذلك خلال ألقاء البابا تواضروس الثانى، مساء اليوم الأربعاء، عظته الأسبوعية، لأول مرة بكنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بسموحة في العيد الستين لتأسيس الكنيسة.
إرسال تعليق Blogger Facebook